أنواع الصدق بالتفصيل

أنواع الصدق بالتفصيل
(1) صدق اللسان يكون في الأخبار، وفيه يدخل الوفاء بالوعد والخُلف فيه، وقيل: في المعاريض مندوحة على الكذب، ورُخِّص في تأديب الصبيان والنساء، وفي الحذر عن الظَّلَمَة، وفي قتال الأعداء، والاحتراز عن اطلاعهم على أسرار المـــُلْك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توجه إلى سفر وَرَّى بغيره، وذلك كي لا ينتهي الخبر إلى الأعداء، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا"، وكذا مَن كان له زوجتان، ومَن كان في مصالح الحرب.
(2) النية والإرادة، ويرجع ذلك إلى الإخلاص.
(3) العزم على العمل لله تعالى.
(4) الوفاء بالعزم بتذليل العقبات.
(5) الأعمال، حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف به.
(6) الصدق في مقامات الدين، كالخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والتوكل والحب، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15).
وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة: 177).
قال ابن كثير رحمه الله: "اشتملت هذه الآية الكريمة على جمل عظيمة، وقواعد عميمة، وعقيدة مستقيمة".

ومن كلام ابن القيم رحمه الله: "ليس للعبد شيء أنفع من صدقه مع ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله، قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} (محمد: 21)، فسعادته في صدق العزيمة، وصدق الفعل، فصدق العزيمة: جمعها، وجزمها، وعدم التردد فيها، بل تكون عزيمةً لا يشوبها تردد ولا تلوم، فإذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل، وهو استفراغ الوسع، وبذل الجهد فيه، وألا يتخلف عنه بشيء من ظاهره وباطنه، فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة، وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور، ومَن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص، وصدق التوكل، فأصدق الناس مَن صحَّ إخلاصه وتوكله"

تصفح أيضا

الغفار

الغفار

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض