بعض
الأشياء في الكون لا نستطيع فهمها
أحبابي الكرام، إنَّ الجديد هو أنَّ هناك
أشياء تجري في الكون لا نفهمها ولا نستطيع أن نفهمها، ولكن أكيد أن يكون لها
دلالة، وأن يكون لها سرا معينا لا نعرفه، ولعل القرآن الكريم عندما تحدث عن موسى
الكليم، وعن الخِضر عليهما السلام، فإنه توقف عند نقاط لم يستطع موسى أن يدركها
وموسى عليه السلام، قال عنه الله تعالى: ﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى
النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
[الأعراف:144]، وقال عنه الله تعالى – أيضا – ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾
[طه:41]، ورغم كل هذا فإن سيدنا موسى – يا أحبابي – عندما يصل إلى ميدان الحقيقة
يُصدم في أمور لم يستطع لها حكمة، وأبدى اعتراضا شديدا لخرق السفينة.
ثم
تبين له فيما بعد أن خرق السفينة كان لصالح أصحاب السفينة، واعترض موسى عليه
السلام بشدة على قتل الغلام، ثم تبين له أن قتل الغلام كان رحمة بوالديه – سبحان
الله – واعترض موسى بشدة على إقامة الجدار، ثم تبين له بعد ذلك أن إقامة الجدار
كان حماية لأموال اليتامى.
الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: إن
القضية كان من الممكن أن تكون أفضل من هذا.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: وكيف هذا؟
الملحد يجيب فضيلة الدكتور قائلا: إن الخضر
كان يجب عليه قبل أن يفعل شيئا أن يبدي السبب لموسى عليه السلام، وأن يقول له: يا
موسى إنَّ هناك ملكًا ظالماً ولو وجد السفينة جيدة؛ لأخذها غصبا وقهرا، ولهذا أنا
سأقوم بخرق السفينة كي يتركها.
